التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
في سنة 1881م اجتازت القوات الفرنسية الحدود التونسية، ثم وصل الأسطول الفرنسي إلى ميناء بنزرت التونسي، ليعلنوا بعدها احتلال تونس رسميًا.
احتلال فرنسا لتونس (1881م):
كانت أطماع فرنسا في تونس كبيرة، خاصَّةً مع عدم استقرارها في الجزائر، في ظلِّ المقاومة الشعبيَّة من جهة، ووجود بلدين مسلمين حولها من جهةٍ أخرى؛ تونس في الشرق، والمغرب في الغرب. ومع ذلك كانت فرنسا متردِّدةً في مسألة الاحتلال خوفًا من ردود الفعل الأوروبِّيَّة، خاصَّةً مع وجود أطماعٍ إيطاليَّةٍ في تونس كذلك[1]. جاء التصريح الإنجليزي لفرنسا بإطلاق يدها في تونس في مقابل سكوت فرنسا عن احتلال بريطانيا لقبرص مشجعًا لفرنسا على الإقدام على الخطوة المؤجَّلة. كانت الأسباب القانونيَّة سهلة التدبير، مثل ادِّعاء وجود تعدِّيَات تونسيَّة على مستعمرة الجزائر[2]، أو زيادة النفوذ الإيطالي في تونس[3].
في 12 أبريل 1881م اجتازت القوَّات الفرنسيَّة الحدود الجزائريَّة التونسيَّة[4]، وفي أول مايو وصل الأسطول الفرنسي إلى ميناء بنزرت التونسي، وفي 11 مايو دخل الفرنسيون قصر حاكم تونس الباي محمد الصادق، ليُعْلِنوا احتلال تونس رسميًّا. في 12 مايو أُجْبِر الباي على توقيع معاهدة استسلام لفرنسا عُرِفت بمعاهدة باردو Treaty of Bardo (نسبة إلى مدينة باردو التونسية التي وُقِّعت فيها المعاهدة، وهذه المدينة هي مقرُّ الحاكم التونسي، وتعتبر من ضواحي مدينة تونس العاصمة). نصَّت هذه المعاهدة على أن الاحتلال الفرنسي لتونس مؤقتٌ[5][6]. دام هذا الاحتلال «المؤقت» خمسًا وسبعين سنة! (إلى 20 مارس 1956م)[7]. اكتفى السلطان عبد الحميد الثاني بتقديم المذكرات الاحتجاجيَّة إلى فرنسا والدول الأوروبية، ولم يأخذ قرارًا بشأن مواجهةٍ عسكريَّة، لا من ناحيته، ولا من خلال المسلمين المتعاطفين مع الدولة العثمانية في شمال إفريقيا[8]، وهكذا ضاعت تونس![9].
[1] ساﭬلييف، ي .؛ وفاسلييف، ج .: موجز تاريخ افريقيا، تعريب: أمين الشريف، دار الطباعة الحديثة، القاهرة، (دون سنة طبع). صفحة 58.
[2] روجان، يوجين: العرب من الفتوحات العثمانية إلى الحاضر، ترجمة: محمد إبراهيم الجندي، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، الطبعة الأولى، 2011م.الصفحات 155، 156.
[3] Abun-Nasr, Jamil M.: A History of the Maghrib in the Islamic period, Cambridge University Press, New York, USA, 1987, pp. 276-278.
[4] لوتسكي: تاريخ الأقطار العربية الحديث، ترجمة: عفيفة البستاني، دار الفارابي، بيروت، الطبعة الثامنة، 1985م.صفحة 332.
[5] العقاد، صلاح: المغرب العربي في التاريخ الحديث والمعاصر، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، الطبعة السادسة، 1993م. الصفحات 189، 190.
[6] بيرنارد، أوغستان: العهد العثماني الثاني من سنة 1879م إلى سنة 1912م، ضمن كتاب: فيرو، شارل: الحوليات الليبية منذ الفتح العربي حتى الغزو الإيطالي، نقلها عن الفرنسية وحققها بمصادرها العربية ووضع مقدمتها النقدية: محمد عبد الكريم الوافي، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي–ليبيا، الطبعة الثالثة، 1994م.صفحة 524.
[7] الطائي، حنان علي إبراهيم؛ ووهاب، فؤاد علي: قضايا ودراسات في الشأن السياسي لدول المغرب العربي: المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا، الأكاديميون للنشر والتوزيع، عمان-الأردن، 2015م.صفحة 27.
[8]107. الحمداني، نهاية محمد صالح: الحركة الوطنية التونسية 1881 – 1920، دار المعتز للنشر والتوزيع، عمان-الأردن، 2016م. الصفحات 60، 61.
[9] دكتور راغب السرجاني: قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط، مكتبة الصفا للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 1442ه= 2021م، 2/ 1139- 1140.
التعليقات
إرسال تعليقك